The Global Fund to fight AIDS, Tuberculosis and Malaria
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
وزارة الصحة الفلسطينية
السلوك الخطر للعمال الفلسطينيين في إسرائيل، 2010
كانون أول/ ديسمبر، 2010
ã محرم، 1432هـ – كانون أول، 2010.
جميع الحقوق محفوظة.
في حالة الاقتباس، يرجى الإشارة إلى هذه المطبوعة كالتالي:
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2010. السلوك الخطر للعمال الفلسطينيين في إسرائيل، 2010 . رام الله - فلسطين.
جميع المراسلات توجه إلى:
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
ص.ب. 1647، مدينة رام الله، عين منجد مقابل قصر رام الله الثقافي، شارع طوكيو – فلسطين
هاتف: 02-2982700 (972/970)
فاكس: 02- 2982710 (972/970)
خط مجاني: 1800300300
بريد إلكتروني: diwan@pcbs.gov.ps
صفحة إلكترونية: http://www.pcbs.gov.ps
شكر وتقدير
يتقدم الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بالشكر والتقدير إلى كل من ساهم في إخراج هذه الدراسة (سلوك العمال الفلسطينيين في إسرائيل، 2010) إلى حيز النور.
لقد تم إعداد تقرير السلوك الخطر للعمال الفلسطينيين في إسرائيل، 2010 بقيادة فريق فني من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لصالح صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA).
يتقدم الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بجزيل الشكر والتقدير إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) ,والى مشروع الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا.
فريق العمل
• فريق العمل
ايمن عبد المجيد مستشار المشروع
محمد الدريدي رئيس الفريق
رامي الدبس مساعد رئيس الفريق
أحمد عطية
محمد الصيرفي
أنس بواطنه
• المراجعة الأولية
يوسف فلاح
• المراجعة النهائية
محمود جرادات
• الإشراف العام
علا عوض القائم بأعمال رئيس الجهاز
تنويه
- إن الآراء والأفكار الواردة في هذه الدراسة تعبر عن رأي المشاركين فيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
- اعتمد في هذه الدراسة على بعض بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، و لا يتحمل الجهاز مسئولية أي رقم يرد فيها.
ملخص تنفيذي
حاولت هذه الدراسة تشخيص واقع وظروف وسلوك العمال الفلسطينيين العاملين في إسرائيل، من خلال منهجية تشاركية بلقاء العاملين في إسرائيل والخبراء المحليين، كما هدفت الدراسة إلى الوقوف على مختلف العوامل والظروف والتحديات التي يواجهها العمال في إسرائيل، كالظروف داخل سوق العمل والكيفية التي يصلون بها هذا السوق، كما قامت الدراسة أيضا بتحليل القضايا المرتبطة بسلوكهم العام وسلوكهم الجنسي في إسرائيل من خلال التعمق في تجاربهم الشخصية أو تجارب زملائهم وصولا إلى صياغة توصيات لذوي العلاقة على لسان العمال. وساهمت الدراسة بصورة ضمنية في رسم صورة لسلوك هؤلاء العمال في سوق العمل وعلاقته بالأمراض الجنسية وخاصة الإيدز.
وخلصت النتائج إلى أن قضية السلوك الجنسي وسوق العمل في إسرائيل قضية حيوية ومهمة للنقاش وللدراسة، وقد اعترف العمال وقبلهم المؤسسات والخبراء تم الاجتماع بهم بأهمية المشكلة من حيث جديتها وحيثياتها بتعدد التبعات والنتائج، فانكشاف تلك الفئة يمتد تأثيره إلى أسر العمال ومجتمعهم المحيط، وعليه فان هناك حاجة لبلورة استراتيجيات قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى.
ومن الملامح الرئيسية للصورة التي رسمتها الدراسة:
- واقع وظروف صعبة يعيشها العمال، سواء في الوصول إلى العمل، و/أو الظروف التي يعيشونها في العمل والإقامة، فالمخاطر جمة والحياة بائسة للغاية.
- بينت الصورة أيضا أن هناك مظاهر سلوكية يخطوها بعض العمال نحو الممارسة الجنسية، وتم ذكر العديد من القصص حول ذلك.
- كما تلونت الصورة بالأحمر، كدليل على المخاطر، المخاطر المرتبطة بغياب الوعي، وانكشاف الصغار بصورة رئيسية لهذه المخاطر والمرتبطة بالجنس والمخدرات.
- ودل احمرار الصورة أيضا بتوصيف العلاقة الجنسية الممارسة بالحيوانية ، فالعلاقة محكومة بالفرصة والصدفة العابرة، وهذا ما يجعلها مصدرا للقلق والخوف.
- كما أكدت الصورة أن المؤسسات الفلسطينية غائبة، وغياب المؤسسات زاد من ضبابية الواقع، والذي كان معه عدم وضوح بعض الألوان في ثنايا الصورة.
- وعليه لم يكن الهدف المبالغة في نقل الصورة، فالصورة واضحة المعالم من خلال القضايا والمؤشرات التي تم نقاشها في الدراسة، وإنما حاولنا دق ناقوس الخطر تحت عنوان صريح "الوقاية هي أفضل الوسائل للحماية".
مقدمة وخلفية عامة:
تعتبر إسرائيل أكثر المناطق التي تشكل خطرا لنقل مرض الإيدز (نقص المناعة) إلى الأراضي الفلسطينية، وذلك بسبب التواصل اليومي بين سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة والسكان الإسرائيليين خاصة المناطق المحاذية للحدود، ويزداد هذا الخطر بسبب غياب الرقابة على هذا التواصل، إضافة إلى ارتفاع الإصابة في إسرائيل بهذا المرض، حيث تشير البيانات المختلفة إلى وجود نحو 6000 إصابة تراكمية في الإيدز مع نهاية العام 2006 في إسرائيل، وترجح وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع هذا العدد إلى 6374، ولو افترضنا حجم الزيادة السنوية بنحو 350 حالة، فمن المتوقع أن ترتفع الإصابات مع نهاية عام 2010 في إسرائيل إلى 8000 حالة مرض بالإيدز.
ومع أن انتشار مرض الايدز والأمراض المنقولة جنسيا منخفضة في الأراضي الفلسطينية مقارنة بمناطق أخرى في الشرق الأوسط (مثل إسرائيل)، فان الاهتمام في موضوع الوقاية من المرض يصبح أكثر أهمية من العلاج في المرحلة الحالية. لذلك جاءت فكرة الدراسة بتركيزها على سلوك العمال الفلسطينيين (مع التركيز على السلوك الجنسي) على اعتبار أن هذه الفئة هي خطوط التواصل اليومي مع الإسرائيليين، وسلوكهم قد يعرضهم للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا ومنها مرض الإيدز.
وتركز الدراسة على نتيجة الخطورة التي يسببها هذا المرض، حيث يسبب مرض الإيدز "فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)"، حيث يضعف جهاز المناعة في جسم المصاب ويعطله بحيث يصبح غير قادر على مقاومة الأمراض، وفي مراحل متقدمة يؤدي للإصابة بأنواع خطيرة من الأمراض ومن ثم إلى وفاة المصاب.
الإيدز في الأراضي الفلسطينية المحتلة
تعتبر فلسطين من الدول ذات المستوى المنخفض في الإصابة بالإيدز، وقد تم اكتشاف أول إصابة في الأراضي الفلسطينية في العام 1988، وتشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الإصابات التراكمية في الأراضي الفلسطينية وصل إلى 66 حالة عام 2010، وأن غالبية المصابين بالإيدز من الذكور (53 حالة)، و11 حالة من النساء بينما هناك حالتين غير معروفة الجنس. كما أن 24 حالة من الإصابات كانت في قطاع غزة، و42 حالة في الضفة الغربية. وكان السبب الرئيسي للإصابة عن طريق الاتصال الجنسي، حيث أصيب جراء ذلك 39 حالة. وحسب الحالة الزواجية هناك 44 حالة هم متزوجون. بقي على قيد الحياة من إجمالي المصابين 14 حالة مصابة عام 2010، وتوفيت 48 حالة، وبقيت أربع حالات مجهولة المصير. وتصل تكلفة علاج كل مريض ومصاب بالإيدز من 1500 إلى 2000 دولار أميركي شهريا، حيث تقوم وزارة الصحة بتوفير الأدوية المناسبة للمصاب مجانا، وبحسب معطيات منظمة الصحة العالمية فإن الأرقام هذه لا تعبر عن الواقع الحقيقي لعدد المصابين، وأن المصابين أكثر من ذلك، ولكن هذا العدد للمصابين الذين تم تسجليه رسميا من قبل وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تم تقدير هامش من (5%-20%) لارتفاع عدد الإصابات في الأراضي الفلسطينية عن المطروح حاليا .
تم تشكيل لجنة وطنية لمكافحة الإيدز مكونة من معظم وزارات السلطة الفلسطينية ، وممثلين عن الإغاثة الطبية وجمعية تنظيم وحماية الأسرة ومؤسسة جذور للإنماء الصحي ووكالة الغوث. حيث تقوم الوزارات المختلفة كل حسب اختصاصها، وبالتعاون مع وزارة الصحة، بعقد لقاءات توعية للفئات التي تستهدفها كل وزارة، كما يتم أيضا استهداف الفئات الأكثر انكشافا للإصابة بمرض الإيدز، وهم متعاطي المخدرات، وممارسي الجنس المتعدد، وذوي السلوك غير المسئول، والشباب، والعاملين في إسرائيل، وحسب وزارة الصحة تعتبر هذه الفئات الخمس أكثر تعرضا من غيرها لمرض الإيدز .
خصائص العاملين في إسرائيل
حسب البيانات المتوفرة لدى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2009، فان عدد العاملين في إسرائيل يزيد عن 61 ألف عامل وعاملة، 99% منهم من العمال الذكور، 74% منهم لم يسبق لهم الزواج، وحسب سنوات الدراسة فان نحو 50% منهم يقل تعليمه عن 9 سنوات دراسية، و41% منهم تتراوح عدد سنواتهم الدراسية بين 10-12 سنة. وفيما يتعلق بأنواع الأعمال التي يمارسها هؤلاء العمال فتشير البيانات أن 34% منهم يعمل من خلال حرفة يمارسها، بينما يعمل 45% منهم في مهن أولية، وحسب قطاع العمل يعمل في قطاع البناء (53%). وحسب العمر فإن ما يزيد عن خمس هؤلاء العمال (21%) تتراوح أعمارهم بين 15-24 سنة، و32% منهم تتراوح أعمارهم بين 25-34 سنة، و30 منهم تتراوح أعمارهم بين 35-44 سنة.
تشير هذه المعطيات الإحصائية إلى أن غالبية العاملين في إسرائيل من الشباب غير المتعلمين، وعليه تأتي أهمية التركيز على هذه الفئة على اعتبار أنها وحسب تصنيف وزارة الصحة الفلسطينية إحدى الفئات الخمس الأكثر انكشافا لهذا المرض، وتشكل فئة العاملين في إسرائيل أيضا خط متواصل مع أمكنة تشكل بيئة للأمراض الجنسية (إسرائيل) ومنها الإيدز. وهؤلاء "الشباب" مستهدفون لاعتبار العمر والظروف التي يعملون بها في جوانب عدة ومن أهمها المخدرات والإيدز والتعامل مع المخابرات الإسرائيلية.
منهجية الدراسة
مقدمة
اعتمدت هذه الدراسة على منهج بحثي كيفي بالأساس، بحيث تم ضمان إضفاء وصف عام حول الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للعاملين في سوق العمل في إسرائيل، ومن ثم تضمين النظرة الشمولية لهم، والتي تدخل بعمق في كل تفاصيل وواقعهم وحياتهم داخل إسرائيل، لتساهم بشكل أعمق في دراسة وتحليل الآليات والعوامل والديناميات، من خلال تحليل المعاني والعملية التي يضيفها المبحوثين حول سلوكهم الجنسي وللظاهرة (مرض الإيدز) وفهمهم لها. حيث يهتم هذا المنهج البحثي بدراسة التجربة والعلاقات كما هي، ويتم التحليل من خلال الحديث مع المبحوثين ومناقشتهم، فالمعلومة المستقاة منهم هي بالأساس مادة التحليل. كما اعتمدت الدراسة أيضا على الأداة الكمية، حيث تم في بداية كل مجموعة مركزة توزيع استمارات على المشاركين، ولكن تبقى المعلومات النوعية هي بالأساس مادة التحليل لهذه الدراسة.
تمت العملية الميدانية خلال فترة تقارب الشهرين ونصف، من منتصف أيلول حتى نهاية تشرين ثاني من العام 2010، وتم خلال هذه الفترة عقد 8 مجموعات مركزة مع العاملين في إسرائيل (ومعظمهم يبيتون حاليا هناك) ومن مختلف المحافظات في الضفة الغربية، في قرية كفر راعي (جنين)، وفي مدينة قلقيلية، بديا (سلفيت)، الدوحة (بيت لحم)، دورا (الخليل)، بيت عنان (القدس)، قبية (رام الله)، بيتا (نابلس)، حيث حضر هذه اللقاءات ما يزيد على 90 عاملا فلسطينيا.
مكان انعقاد المجموعة البؤرية حسب تاريخ عقدها
مكان الانعقاد المحافظة التاريخ
بيت عنان القدس 18/09/2010
كفر راعي جنين 02/10/2010
دورا الخليل 03/10/2010
الدوحة بيت لحم 24/10/2010
بيتا نابلس 31/10/2010
بديا سلفيت 06/11/2010
قلقيلية قلقيلية 20/11/2010
قبية رام الله 27/11/2010
وحسب بعض المتغيرات الديمغرافية والاجتماعية المختلفة كان تصنيف المشاركين في الورش كالتالي:
• 54% من الأفراد المشاركين في المجموعات دون 30 سنة من العمر.
• 41% من الأفراد المشاركين في المجموعات هم من العزاب مقابل 59% متزوجون
• 29% من الأفراد المشاركين في المجموعات لاجئون
• 69% من الأفراد المشاركين في المجموعات أفادوا بان حالتهم التعليمية إعدادي أو ثانوي.
كما تم عقد مقابلات معمقة مع سبعة قادة محليين ومجتمعيين وخبراء على النحو التالي:
1. الأستاذ عمر رحال باحث ومتخصص في قضايا حقوق الإنسان.
2. السيد ماجد الشيخ إبراهيم نائب رئيس بلدية كفر راعي.
3. د. حامد البيتاوي شيخ وداعية وعضو في المجلس التشريعي.
4. الأستاذ بلال صبري عضو اتحاد نقابات فلسطين / فرع قلقيلية.
5. الأستاذ إيهاب طه رئيس جمعية الإنقاذ للتنمية الخيرية / قلقيلية .
6. الأستاذ فايز حمايل رئيس بلدية بيتا/نابلس.
7. الدكتور محمود سالم، مدير برنامج الإيدز في الضفة الغربية (وزارة الصحة).
وبشكل عام حاولت الدراسة تغطية المؤشرات والقضايا التالية خلال الحوارات والنقاشات المختلفة:
• طبيعة الأعمال والمهن التي يمارسها العمال الفلسطينيون في إسرائيل.
• الظروف والتحديات التي يواجهها العاملون في إسرائيل في العمل والمبيت.
• حرية حركة وتنقل العمال داخل إسرائيل.
• الكيفية التي يقضي العمال فيها أوقات فراغهم عند المبيت في إسرائيل.
• التحرشات التي يتعرض لها العمال من قبل إسرائيليات.
• ردة فعل العمال تجاه التحرشات من قبل الإسرائيليين.
• تجارب العمال الجنسية مع إسرائيليات (تجارب شخصية، أو تجارب آخرين).
• الوعي للممارسات الجنسية ووسائل الحماية أثناء ممارسة الجنس.
• المعرفة بالأمراض المنقولة جنسيا ومنها مرض الإيدز (طرق العدوى، ومعلومات حول مرض الإيدز).
• قصص حول احتمال إصابة العمال بأمراض الإيدز.
• تلقي العمال للتوعية أو المشاركة في ندوات حول مرض الإيدز ومخاطره وطرق الوقاية منه.
• بجانب معرفة بعض المؤشرات الكمية من خلال الاستمارة التي تم جمعها من المشاركين في المجموعات المركزة:
1. نسبة المعرفة بمرض الإيدز (HIV/AIDS) والأمراض المنقولة جنسيا وطرق الوقاية منه.
2. نسبة العمال الذين شاركوا في أحد برامج التوعية بمخاطر مرض الإيدز.
3. نسبة العمال - حسب رأيهم- الذين يمارسون الجنس مع إسرائيليات.
4. نسبة العمال الذين يقيمون في أماكن عملهم داخل إسرائيل.
التحديات والصعوبات التي واجهت البحث
عند إعداد مقترح الدراسة كان هناك عدة تخوفات من تنفيذ الدراسة تتعلق بصعوبة تواجد العمال الذين يبيتون داخل إسرائيل، وهذا ما أكده لنا مدراء مكاتب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في المحافظات، بالإضافة إلى عدم مصداقية ودقة البيانات التي يمكن أن يدلي بها العاملون في إسرائيل، حيث يمكن أن يخفي العامل بعض الأمور المتعلقة بسلوكه الجنسي في إسرائيل. وللتغلب على مشكلة عدم تواجد العمال فقد تم دعوة العاملين إلى تلك المجموعات من خلال استخدام المعارف وبعض المؤسسات للوصول إلى العاملين ودعوتهم للمجموعات، بالإضافة إلى جهود مكاتب المحافظات في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في المحافظات خاصة في الوسط والشمال، كما تم عقد تلك المجموعات أيام السبت، وفيما يتعلق بعدم مصداقية ودقة البيانات فقد تم توزيع استمارة مساندة تعبأ من قبل العاملين وتغطي معظم مؤشرات الدراسة بالإضافة إلى التحدث مع العاملين مباشرة خلال أوقات الاستراحة بغية التغلب على إمكانية إخفاء بعض العاملين بعض سلوكياتهم أمام بقية العاملين، ومع ذلك كان من الملاحظ تجاوب وتعاون العاملين في طرح قضاياهم ومعاناتهم بالإضافة إلى سلوكياتهم وزملائهم حتى الجنسية منها، وكان هناك إجماع على أهمية دراسة هذا الموضوع خاصة انه قد يؤثر ويضر بأسرة وأبناء العاملين.
ولكن بشكل عام يمكن الحديث عن التحديات التالية:
• عدم تعاون بعض العمال في حضور المجموعات المركزة، حيث كان يفسر هذا من قبلهم بأن يوم الإجازة بالنسبة لهم يوم حر يودون خلاله التواصل مع الأصدقاء وشراء مستلزمات شخصية أو أسرية.
• التحدي الثاني صعوبة الحديث عن التجارب الشخصية بشكل مباشر أمام المعارف، ما يجعل الحصول على معلومات كاملة أمرا صعبا، لكن فريق البحث كان يحاول الاستقصاء عن التجارب الفردية من خلال الأحاديث الجانبية عند أخذ استراحة للنقاش أو عند انتهاء النقاش بشكل عام، أو من خلال تشجيع الحديث عن التجارب الشخصية بطريقة غير مباشرة.
• إلغاء العديد من اللقاءات في اللحظة الأخيرة كما حدث في اللقاء المقترح في مدينة أريحا ومحافظة طولكرم، مما اقتضى ضرورة تعديل خطة البحث باستمرار.
نتائج الدراسة
القسم الأول: واقع وظروف العمل في إسرائيل
أولاً: رحلة الوصول إلى سوق العمل "رحلة الموت والقهر والذل"
يتسم العمل في داخل إسرائيل بالنسبة للشباب الراغبين بالعمل منذ سنوات بعدم الاستقرار، من حيث إمكانية الوصول بأمان أو في توفر فرص عمل، هذا الواقع حفز هؤلاء العمال الشباب على البقاء والإقامة لفترات متفاوتة داخل إسرائيل كأسبوع في الحد الأدنى وثمانية أشهر في الحد الأعلى.
إن الحديث عن رحلة الوصول إلى أماكن العمل في إسرائيل بالنسبة للعمال غير الحاملين للتصريح "عمال التهريب" هو الحديث عن رحلة تفوح منها رائحة الموت أحيانا، فهؤلاء العمال ينطلقون في رحلتهم في الصباح الباكر من كل يوم أحد على الغالب، وتستغرق هذه الرحلة من يوم إلى ثلاث أيام أحيانا، حيث يتخلل هذه الرحلة الذل والمعاناة والألم بالنسبة للعمال، بشكل عام، ولحاملي التصريح من خلال الانتظار على المعبر التي قد تمتد لست ساعات.
يصف العاملون في السوق الإسرائيلية من محافظة قلقيلية هذه الرحلة بالمتعبة والمرهقة، والتي قد يكون الموت إحدى نتائجها، وقد تكون الإعاقة لبعض الناجين من الموت، أو الحياة المؤلمة لمتابعي الرحلة الذين يحالفهم الحظ بالوصول إلى سوق العمل، هذه الرحلة بجانب خطورتها تكون مكلفة ماديا أيضا فالحد الأدنى 400 شيكل، بدون أي ضمانات على الحياة أو الوصول إلى العمل، كما أن وسائل النقل غير آمنة بسبب عدم قانونيتها.
"مجرد الحديث هو شيء متعب، لما لرحلة العمل في إسرائيل من تعب وإرهاق، فهي رحلة متعبة للغاية، حيث أن العمل في إسرائيل بدون تصريح ومن خلال التهريب يعني انه يجب أن تذهب إلى رام الله ثم إلى الخليل ومن هناك إلى مناطق قريبة من بيت لحم في يوم سفر طويل، وبعد ذلك نركب في سيارات إسرائيلية نمرة صفراء وهذه السيارات دون ترخيص أو تامين وكثيرا ما حدث حوادث بسبب السرعة الزائدة وقبل فترة دهورت سيارة من هذه السيارات أدت إلى وفاة شخصين وهنا يجلس أحد الأفراد الذي أصيب ببتر دائم بسبب الاستهتار في حياة العمال، وبوخذوا منك 400-500 شيقل إسرائيلي، وإذا انمسكنا في إسرائيل أول شيء احتمال تسجن من 3-4 شهور غير الغرامة التي سوف تدفعها، وطبعا ولما ربك يسترها بنصل حيث يكون الإرهاق والتعب وعدم القدرة على الحركة لفترة هو مصيرنا".
ويؤكد على هذه الصعوبة أيضا مختلف العمال من المناطق الأخرى الذين تم اللقاء معهم، فالعمال المشاركون في المجموعة البؤرية التي عقدت في بيت عنان يواجهون نفس الظروف. " اخرج الساعة الثالثة صباحا حتى اصل الساعة السابعة، والواحد مخاطرة لما يصل، أنام في إسرائيل بروح مرة في الأسبوع حسب وضع الشغل وبنام في نفس الورشة".
وعمال كفر راعي، يسلكون مسلك زملائهم من قلقيلية ورام الله، وبيت لحم والخليل ويصفون رحلتهم كالتالي: "بنقوم الساعة ثنيتن الصبح أولا بتكون السيارة إلي بتسع 7 أشخاص بكون فيها اقل شي 15 واحد. ونتوجه بشكل رئيسي إلى منطقة......في محافظة بيت لحم وبعدين بنظل نستنى للعصر تتاتيجي السيارة الي بدها تهربنا إلى إسرائيل والواحد منا عشان يصل الشغل بدة من 20 إلى 30 ساعة على الأقل، والسيارة بدون تامين وترخيص وبحط في السيارة إلي بتسع 10 ركاب اقل شي 30 او اكثر والسيارة كأنها بتكون قبر متحرك وسريع واحيانا اذا البوليس الاسرائيلي لحقنا بهرب السائق وبدشرنا في السيارة، بالنسبة للنوم في اسرائيل اقل واحد مع هالرحلة الصعبة بنضطر ننام مش اقل من ثلاث اسابيع خاصة المتزوجين، وفيه شباب شهرين وثلاثة، وفي ناس اقل اشي ست اشهر، شو بنا نعمل المهم الواحد يفوت جوا ويشتغل وبعدين بنفكر في الترويحة على البلد."
كما يجابه العمال مخاطر أخرى في الرحلة من ملاحقة لجنود الاحتلال وإطلاق النار عليهم والمخاطر التي يتعرضون لها من هجمات المستوطنين أثناء الرحلة. "مرة كنا بدنا نروح نشتغل في إسرائيل انطخ علينا عند منطقة في بيت لحم، ومرة ثانية مسكونا عند مستوطنة جيلو وفي يوم ثالث لحقنا المستوطنين وظلينا نركض حتى انكسرت رجلي والله ستر يعني اتخيل لما أنت بتخاطر في حياتك لهالدرجة مشان الشغل".
ويضيف عمال آخرون أن حمولة سيارات التهريب لا تقل عن 30 راكبا (مع العلم أن سعتها الحقيقية سبعة ركاب)، ويؤكدون على قول زملائهم بالنسبة لسعر النقل والظروف، وربما تكون نهاية الرحلة العودة من حيث أتوا رغم التعب والإرهاق والخسارة المادية. "بحطونا في سيارات سوداء "جمس" بتكون بدون كراسي وبنقعد على الأرض في صفوف وبكون في السيارة حوالي 30 شخص، وأحيانا في الكبينة من ورا، وبحطوا علينا حرامات أو بضاعة خفيفة وبنمشي في طرق جانبية في الأحراش والجبال في سرعة عالية وبوخذوا 400- 500 شيكل على الواحد مقابل مسافة قصيرة، بنيجي من طريق بيت لحم وحوسان من غاد (هناك) بنروح على إسرائيل وإذا مسكونا الجيش بنزلونا وبنرجع بدون أي فائدة".
أما بالنسبة لعمال التصاريح فالرحلة اقل خطورة إلا أن التعب والإرهاق أيضا من سمتها، ويضاف إلى ذلك ممارسات الذل التي يتفنن بها جنود الاحتلال على المعابر، فوجود التصريح لا يعفي العامل من بدء الرحلة باكرا، ولا يعفي العامل من طول الانتظار، ومن ممارسات يصفها العمال بالذل والقهر. "بنروح من طريق المعبر عند هداسا وبنقعد فترة زمنية طويلة على الحاجز، وحتى تصل الشغل لازم تتطلع من الدار الساعة الثالثة صباحا حتى تصل وتطلع من المعبر، وغاد بدك توقف على المحسوم بالدور وبقعدوا حسب المزاج يمرقوا الناس ولما تصل أنت الشغل متأخر الساعة التاسعة والدوام على الساعة السابعة صباح،ا طبعا المعلم بقلك زم (احمل) اواعيك وروّح ما بتلزم، لانك وصلت متأخر يعني الصعوبة عندنا ما بتختلف عن العامل المهّرب".
ويضيف العمال أيضا أن نفسية ومزاج جندي الاحتلال تحدد ميزات رحلة العمل إلى إسرائيل، ومن ضمن هذه الممارسات التي يتعرض لها العمال على المعابر الطلب منهم التعري، كنوع من الإذلال كما يصفها العمال: "الذي يملك تصريح للذهاب إلى العمل يخرج من قبل الساعة الثالثة إلى المعبر حتى يصل إلى عمله بسبب وجود أزمة، مزاج الجندي المتقلب يجعل من الوصول إلى العمل أمرا صعبا للغاية، مما يعني إمكانية التأخر والطرد من العمل بسبب التأخر المستمر عن العمل، حيث يكون أمام المعبر 2000 –3000 عامل، ونذهب الساعة 2 صباحا والدخول يبدا الساعة 4 وبتالي يكون هناك أزمة كبيرة جدا، الأمر الذي يعني حدوث مشاكل وتوترات بين العمال مما يعني مزيدا من التأخير، أحيانا يطلبك المخابرات الإسرائيلية فيدخلونك إلى الداخل وبعد هذا يطلب منك التصور عاريا وتقوم المجندات بالطلب من العمال أن يتعروا من ملابسهم كما خلقنا الله وتطلب الفحص 5 مرات مع ضحكات من المجندات باستمرار من باب الإذلال والسخرية منا".
ثانيا: مهن هامشية
حاجة سوق العمل في إسرائيل للعمال الفلسطينيين ما زالت قائمة لبعض المهن ذات المواصفات المعينة التي تتسم بدونيتها في الغالب كعمال البناء واعمال التنظيف، بالإضافة إلى بعض الأعمال التي تحتاج إلى مهارات خاصة كالحدادة والقصارة والتمديدات الكهربائية، ويعمل العامل الفلسطيني فيها في ظروف غير صحية ولساعات طويلة، مع غياب كامل لحقوقهم المختلفة، لان إقامتهم تعتبر خارجة عن القانون بالمفهوم الإسرائيلي، ما يؤدي إلى استغلالهم بطرق شتى. كما يسعى العمال دائما لأن ترتبط إقامتهم بالقيام بأي عمل متوفر، بعيدا عن عيون أجهزة الاحتلال الإسرائيلي أو توفر مكان للإقامة، رغم أن هذه الأمكنة في الغالب غير صحية وغير آمنة للغالبية منهم.
وحول الأعمال التي يمارسها العمال الفلسطينيون في سوق العمل الإسرائيلي فجاءت كالتالي وفق المشاركين في المجموعات البؤرية:
عمال من الدوحة:
"أنا اعمل في الطراشة والديكور وتصليحات في البيوت، عامل باطون، عامل تهريب،عامل بطون وبناء، أنا في سوق الخضار في سوق "محنيه يهودا".
عمال من قلقيلية
"اعمل في الحدادة ، وأنا اعمل في البناء في إسرائيل، وأنا اعمل في النجارة وانا كمان في النجارة، وانا اعمل في مصنع داخل إسرائيل ، وانا فني ألمنيوم".
ورشة بيت عنان ودورا
"طراشة ودهان، بناء، تمديدات صحية، عامل متنقل حسب العمل المتوفر، تصليحات، في الزراعة، قصارة وقرميد وكهرباء".
ورشة بديا
"أنا اعمل في إسرائيل بليط، وأنا عامل بّناء، وأنا في الطراشة، وأنا في الطوب، وأنا في الكهرباء، وأنا عامل تنظيف حدائق داخل إسرائيل".
ورشة بيتا
"أنا عامل ميكانيكي، وأنا عامل ألمنيوم ، وانا حداد، وانا بعمل في الطوبار، انا عامل بناء، وانا عامل بناء، وانا بشتغل في مصنع (في التنظيف)".
ورشة قبيا
جميع العمال يعملون في مجال البناء أو عمال في مصانع إسرائيلية.
ثالثا: ظروف غير صحية
كما تحدث الشباب عن ظروف إقامة غير صحية، أو ظروف حياتية عامة غير صحية نتيجة الواقع التي يعيشها هؤلاء العمال:
1. " فيه أمراض صحية كثيرة، اغلبنا إلي هين عنده أمراض مختلفة جراء العمل بظروف صعبة وغير صحية".
2. "وكمان حتى احنا الي معنا تصاريح، ما احنا بنمر على ماكنة بتكون فيها اشعة ليزر، والواحد بس يمر منها بيصيروا ركبه يوجعوه، وجميع جسمه مهدود، والواحد بروح وبنام مش بس المخاطر من مرض الايدز الوضع الصحي بشكل عام بده اهتمام".
3. "الاكل كله معلبات، واتخيل لما تعيش شهرين او اكثر كل اكلك من المعلبات شو بده يصير فيك وفي جسمك".
4. "المغامرات المختلفة لما نهرب انا مثلا ظهري انكسر".
5. "رجلي بتوجع من ركبة السيارات المهربة بنكون عشرين ثلاثين واحد فوق بعض".
وحول الظروف العامة للنوم والأكل، فالطعام الذي يأكلونه غير صحي، والأمكنة التي ينامون فيها خطرة بحد ذاتها، حيث تحدث شباب في ورشة الدوحة عن ذلك بقولهم: "حياة الدجاج احسن من حياتنا هناك، الأكل كله معلبات وخضار بنوخذها من هان، والنوم على الرمل في الورشات وعلى الخشب ألواح الدكت، وفي مخالي البندورة والخيار وفي الخلاء في الجبال والسهول وفي مشاريع البناء، يعني الورشات، وفوق الشجر وتحت الشجر يا زلمي الله يعينا على هذه الحياة، بتفكر العمل في إسرائيل طمعة".
ويضيف عامل أخر بقوله: "نعمل في ظل ظروف صعبة جدا، وغير صحية، وبنبات أحيانا تحت الكونتينر أو حتى في مناطق مكشوفة".
وتحدث العمال في ورشة كفر راعي عن مخاطر أخرى مثل التعرض لمخاطر الزواحف، وسوء التغذية بقولهم: "نوع الاكل الي بنوكله كله معلبات ومواد فاسدة اغلبها بتخرب لا في ثلاجة ولا شي، والنوم طبعا على الارض او على ظهر الشجر، وبتظل وانت نايم تتنكوز، وغير العمال الي بتقرصهم حيايا وعقارب "يفترشون الأرض ويلتحفون السماء".
ويشاطرهم القول أيضا شباب من بيتا: "العمال في اغلب الأحيان بناموا في الورش، وفي ناس بناموا تحت الشجر أو في الأحراش، وصاحب الشغل بقلك دبر بالك أنا ما بتحمل أي شيء على وجودك هنا، ومرات كثيرة بتعرض العمال أثناء النوم في الأحراش إلى لسعات من العقارب والأفاعي خاصة في الصيف".
رابعا: استغلال بأوجه مختلفة
كما تحدث العمال عن أشكال الاستغلال التي يتعرضون لها من قبل صاحب العمل في السوق الإسرائيلي، من الاستغلال في الأجرة إلى طول ساعات العمل إلى غياب الحقوق، والتأمين: "حدث ولا حرج استغلال في الأجرة وفي طول ساعات العمل وفي ظروف العمل".
وعند العمل في "الداخل" فان الراتب قليل، حيث هناك تفاوت في الأجر بين العامل الإسرائيلي والعامل الفلسطيني، بغض النظر عن الكفاءة والخبرة العملية، فالتمييز في الأجر قائم بين العربي الفلسطيني ابن الضفة الغربية، وبين المواطن الإسرائيلي.
ويمارس الاستغلال بالنسبة للعاملين القانونيين (بموجب تصريح) بطرق شتى ومنها تخفيض الأجر اليومي المسجل رسميا، لتقليل مبلغ مكافأة نهاية الخدمة عند الفصل من العمل، كما يتم تقليل أيام العمل التي يعملها العامل، كما يؤكد العمال غياب الحماية للعامل سواء كان يعمل بتصريح أو بدونه، وحول ذلك يقول عمال محافظة قلقيلية: "المناهيل (مسؤول العمل) بحط انو الحد الأدنى 157 شيقل فقط، وبقبض 200 شيقل حتى يتهرب من الأتعاب، بينما اليهودي بوخذ حوالي 400 شيقل إسرائيلي بالرغم انه أنا بشتغل احسن منه بكثير، وطبعا اليهود لما بحط 157 شيقل فان العامل الفلسطيني يصبح محروم من الأتعاب، ويسجل في الشهر انه قد عمل أسبوع أو عشر أيام فقط، مما يجعل العامل يخسر مبالغ طائلة من اتعابه، وهذا يشكل انتهاك وسرقة علنية لحقوق العامل، ما في حدى محمي في إسرائيل سواء بشتغل تهريب أو بشتغل بتصريح كلنا في الهوى سوا".
وبشكل عام تحدث العمال عن نوعين من المخاطر التي تحدق بالعمال الفلسطينيين داخل إسرائيل:
1. الخطورة في غياب الرقابة ووسائل الحماية والسلامة، وحول ذلك يقوم العمال: "ثقافة العمل وسلامة العمل غير موجودة في إسرائيل، الأمر الذي يزيد من الخطورة على حياة العامل الفلسطيني في إسرائيل، احيانا بنشتغل في اعمال خطيرة وفي مصانع، بس فش رقابة ولا في حماية والعمال كلهم بيكونوا من الضفة".
2. الخطورة الأخرى التي يتعرض لها العمال هي الاعتداءات الجسدية عليهم، وتبدو واضحة مما يقوله عمال من بديا: "كنت أسير حاول اثنين من اليهود الاعتداء علي وضربي، إلا أنى هربت دون أن ابدي أي مقاومة لاني اعمل بشكل غير قانوني ولا يمكن لي أن أدافع عن نفسي، وفي عمال بتعرضو للضرب بأدوات حادة، في واحد من بلدنا تعرض لضرب بالمفك والموس كان راح فيها، وهذا كان عمل من قبل عصابة موجودة في إسرائيل تحاول دوما الاعتداء على كل ما هو فلسطيني ويضربون علينا الحجارة والطوب ويرددون اخرجوا من أرضنا اخرجوا من إسرائيل".
القسم الثاني: العمال ووقت الفراغ
يرتبط قضاء وقت الفراغ بشكل عام بالظروف التي يعيشها العمال، ويرتبط بحجم المعاناة التي تواجههم في سوق العمل، فالغالبية تؤكد على أن الهدف الرئيسي هو العمل، وان وقت الفراغ محدود للغاية ويقتصر قضائه على مكان العمل، أي داخل الورشة التي يعمل بها، أو في حالة المبيت في الورشة، حيث تكون الأرض فراشهم والسماء غطاؤهم بعيدا عن الأعين، وهناك يقضون وقت فراغهم، فالحركة مقيدة للغالبية منهم وحول ذلك يقولون: "لا يمكن التجول داخل إسرائيل، لذلك نبقى داخل أماكن العمل في الورشات والمزارع وأماكن الخلاء، ولا نحاول التحرك إلا وقت الضرورة حتى لا يتم اعتقالنا، وبتالي يمكن الحديث عن أن الحركة مقيدة للفلسطينيين داخل إسرائيل".
ويضرب هذا الشاب مثلا عن أحوالهم ووقت الفراغ بقوله: "بعد الشغل بروح العامل بنتحمم في الورشة نفسها وبعدين بنام يعني "من الورشة إلى الفرشة".
كما أيّد هذه الأقوال مجموعة أخرى من الشباب، مع تقديم تفصيل حول الكيفية التي يقضي بها الشباب فراغهم: "في وقت الفراغ ما في مجال تروح على محل، لأنه أنت أصلا وجودك غير قانوني، وبالتالي بنظل في الورشة، ما بنقدر نتحرك ومرات في البيارات أو في البحر، وفي الليل بنأرجل معسل، ويوم السبت نفس الشيء بصير، بنصحا الصبح نفطر وبنقضيها في الورشة أو البيارات، أنا بشتغل نفس الشيء في إسرائيل في صالة أفراح وحركتي غير مسموح فيها لأنه القاعة التي اعمل بها صار فيها زمان عملية، عشان هيك دائما في شرطة عندنا والشغل صعب كثير وبحاجة لتعب وفترة زمنية طويلة، مرات بتوخذ عمل 18 ساعة وما بتنام غير اربع ساعات، وبنام فوق القاعة في غرفة من الزينكو لا تقي شمس الصيف ولا برد الشتاء".
ولكن هذا الوضع غير الآمن من حيث الإقامة في إسرائيل خلق لدى بعض الشباب توجهات سلوكية لإمكانية التعايش "الآمن" سواء من حيث المظهر العام أو اللباس، أثناء قضائهم لوقت الفراغ. "بس فيه ناس كثير بغيروا شكلهم وبيصيروا يشبهو اليهود خاصة في اللبس والممارسات، وممكن يروحوا على بعض المحلات الي فيها يهوديات".
أما حول التنقل في داخل إسرائيل، فبينما يتحدث البعض أن حركة العمال الذين يحملون التصريح تكون أسهل، يقول آخرون أن لا فرق بين حامل التصريح من عامل التهريب فالاثنان سيان. التنقل يعتمد بالضرورة على وجود التصريح، حيث أن وجود التصريح يسهل الانتقال بين الأماكن المختلفة داخل إسرائيل.
يقول أحد العمال أيضا: "يوم السبت بنظل في البيت وما بنطلع من مرة و بنظل قاعدين نحرق دخان وكرتات تلفون نحكي مع البنات، شو بدنا نعمل، والله ما في فرق بين الي يملك تصريح والي لا يوجد معه تصريح، نفس الشي".
العمال الذين يملكون تصريح يتوجهون إلى قضاء وقت فراغهم في الأماكن السياحية وفي الملاهي الليلية، وبتالي فهؤلاء لديهم إمكانية اكبر لاقامة العلاقات مع الإسرائيليات.
ويؤكد على قولهم هذا في سياق آخر، الأستاذ عمر رحال بتحليله لبعدين، البعد الأول واقع العمال العاملين في المدن الرئيسية، والعمال العاملين في مناطق نائية: "من ناحية المكان فيمكن التمييز بين نوعين، حيث أن العمال الذين يعملون في المدن الرئيسية مثل نتانيا ونهاريا وتل أبيب وحيفا، يمكن أن يكون للعمال علاقات مع إسرائيليات، بينما العمال الذين يعملون في المناطق النائية فهم اقل إمكانية للتنقل والحركة، وبالتالي اقل علاقة مع الإسرائيليات".
وحسب الأفراد المشاركين في المجموعات المركزة فقد أفاد 73% بأنهم يقضون أوقات فراغهم في إسرائيل في مكان العمل.
القسم الثالث: السلوك الجنسي للعمال داخل إسرائيل
أولا: التوجهات الجنسية - الرغبة موجودة ولكن.....
محدودية حركة العمال داخل إسرائيل لا تنفي غياب سلوكيات وتوجهات جنسية لديهم، فقد تحدث عن ذلك العمال قائلين: "عندنا توجهات وبنحب إقامة علاقات مع إسرائيليات من اجل ممارسة الجنس".
كما أن هذه الرغبة تتحول إلى محاولات حيث يقولون: " بنحاول نقيم علاقات مع إسرائيليات، الواحد منا لو يشوف هاللحم بحاول يلمسه لما يمر من جنبها."
ومع أن تحويل هذا التوجه إلى فرص محدود في إقامة مثل هذه العلاقات (الجنسية)–بسبب إقامتهم غير القانونية- ومن الصعوبة بمكان التوجه إلى بيوت الدعارة (المخون حسب تعبيرهم) لأسباب أمنية، لكن لم يتحفظ الشباب في الحديث عن تجاربهم الشخصية في إقامة علاقات مع إسرائيليات، وبيّنوا الأساليب التي يتبعونها لاصطياد إسرائيليات، مثل الوقوف بالقرب من الملاهي الليلية، "فهذه فرصة سهلة للاصطياد"، أو أحيانا يتم اصطيادهم من قبل إسرائيليات مطلقات أو مقيمات لوحدهن، أثناء طلبهن منهم القيام بأعمال في المنزل، في حين أن الهدف الرئيسي من ذلك ممارسة الجنس مع هذا أو ذاك من الشباب الفلسطينيين، أو يتم اصطياد بعض الشباب من قبل فلسطينيي 48 لاستغلالهم في ترويج المخدرات عن طريق الجنس.
"البنات بتكون خارجة من المخون "طافية"، وهين الواحد سهل يزبطها لأنه ما بتكون عارفة انك عربي أو إسرائيلي، وبعض النساء المطلقات في إسرائيل تدعوك على إنها بدها شغل في البيت، ولما تدخل معها على البيت بتكتشف إنها بدها تمارس الجنس".
" أحيانا يتم استغلالنا من قبل فلسطيني 48 بخلوا الواحد فريسة سهلة للمخدرات وخاصة التجارة من خلال ممارسة الجنس لأنه المخدرات والجنس كثير مرتبطات"
ثانيا: المعلومات متوفرة ويمكن الوصول أو انتهاج استراتيجيات للوصول
كما يضيف العمال معلومات يملكونها عن الأماكن التي من الممكن اصطياد إسرائيليات فيها بسهولة، بعيدا عن خطر الشرطة والأمن الإسرائيلي، كما أن التكلفة المادية مع هذا النوع من النساء منخفض جدا "بسندويشة أو علبة كولا"، كما أن تلك النوعية من النساء يقمن بأنفسهن بالبحث عن العمال في أماكن عملهم:
"تتم ممارسة الجنس في منطقة البارود وفي منطقة بتاح تكفا حيث تكون البنات على الشارع واقفات وهناك بتقدر توخذ اي بنت بـ 10 شيقل أو مقابل ساندوتش وكولا، أو مقابل جرعة مخدرات، وبعدين اعمل شو بدك معها ماحدى سائلك، بالإضافة إلى هذا البنات هذول دائما يقمن بالبحث عن مناطق عمل الشباب ويعملن على التردد على هذا المكان من اجل ممارسة الجنس مع العمال".
كما يضيف العمال أن بعض زملائهم يستخدمون استراتيجيات معينة كي يتعايشوا مع واقعهم ويخلقوا أسلوب معيشة تسهل عليهم معيشتهم وحراكهم داخل إسرائيل وحول ذلك يقول هذا العامل: "وكمان هلا فيه شباب كثير زي اليهود بيظلوا في اسرائيل ما بروّحوا من مرة، بلبسوا زي اليهود وبيعيشوا زي اليهود، خاصة الي بشتغلوا في المطاعم او البارات، وهذول ما بتفرقهم عن اليهود، بس هذول اغلبهم مراض لانهم دائما على المخدرات والنساء بيعملوا كل شي".
وحسب المشاركين في المجموعات المركزة، فهناك 75% منهم أفادوا بأنهم يعتقدون بان كثير من العمال الفلسطينيين أو بعضهم على الأقل يمارسون الجنس مع إسرائيليات.
ثالثا: العلاقة الجنسية لا علاقة لها بالحالة الزواجية
لم تقتصر ممارسة الجنس على الشباب العازبين العاملين في إسرائيل، بل تصل إلى حد أن بعض الأزواج المقدمون على الزواج يودون خوض التجربة خوفا من الفشل في ليلة الزفاف، وهذا مصدر أيضا أشد خطورة في ظل غياب الوعي الجنسي عند الشباب.
واليوم في ظاهرة جديدة وهي انه الشباب قبل ما تتزوج بتروح على إسرائيل تمارس الجنس مشان التجربة، وحتى يكون على معرفة عندما يمارس الجنس مع زوجته عند الزواج.
كما أن ممارسة الجنس بين الشباب ليس لها علاقة بالحالة الزواجية، بل بالعكس وحسب تعبيرهم، فالشباب المتزوجون أكثر ممارسة للجنس.
"العمال في إسرائيل سواء متزوجين أو لأ، الكل بمارسو الجنس حتى انه المتزوجين أكثر لأنه لما بغيب الواحد عن زوجته شهرين وبشوف البنات بضطر يمارس الجنس".
رابعا: الحرمان وتأخر الزواج
تطرق هذا الشاب إلى تجربته الشخصية والحرمان الجنسي بقوله: "في رمضان وأنا طالع على الشغل، طلعت في الباص وكان جنبي فتاة إسرائيلية، وقامت بحركات جنسية أمامي، وبصراحة راح صيامي".
كما تطرق الشباب إلى قضية الحرمان الجنسي بسبب الموانع الاجتماعية والدينية للمجتمع الذي نعيش فيه، مما يشكل أرضية خصبة لهذا السلوك، خاصة في تأخر سن الزواج لدى الشباب، وحول هذا الموضوع يتحدث هذا العامل بقوله: "اليوم كل شيء صعب أنا عمري 29 سنة، ولا شي لا دار ولا جيزة ولا تعليم، بالعربي إذا صحلي بنت ما في مشكلة عندي احسن ما أظل أعملها في الحمام."
خامساً: إسرائيليات متحرشات جنسيا بالشباب الفلسطيني
تحدث العمال عن سلوك الإسرائيليات اتجاههم، فالتحرش الجنسي ليس نادرا، تحدثوا عنه على اعتبار أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع منفتح، وحول ذلك يقولون: "الإسرائيليات بتحركشن بالشباب العرب وهذا الشيء أمر لا بد منه، بالإضافة انه حركشة اليهوديات بالشباب العرب من العمال هو أمر عادي جدا، وخاصة انه هذا الأمر عادي في المجتمع الإسرائيلي ، وفي محلات بتلاقي فيه البنت اليهودية في وقت معين وبتساوي أي شيء بدك إياه مع البنت اليهودية بشكل عادي وطبيعي" .
وأضاف الشباب أيضا أن السهولة في الوصول إلى أماكن المساج تسهل على البعض ممارسة الجنس:
"في شباب متعودين كل اسبوع يروحوا يعملو مساج والمصاري التي يعملون بها طول الاسبوع بضيعوها في هذا اليوم على هذه الشغلات".
كما يضيف هذا العامل أن الإسرائيليات يفضلن الشباب العربي عن غيره، حيث ينظرن إليهم كفرصة سهلة، وحول هذا الموضوع يضيف هذا العامل تجربته بالحديث: "احكيلك البنات في إسرائيل وخاصة الروسيات منهن، بحبو العرب كثير، عشان هيك أحيانا بلبسوا لبس مغرى كثير، وهن بدهن حدا يمارس الجنس معهن، وهن بحكولنا انا حلوين كثير وبحبو يناموا معانا، مرة من المرات في وحدة يهودية كنت اشتغل عندهم طلع جوزها من الدار وبعدها طلعت من الغرفة بالفستان الزهري وملابس داخلية شفافة نزلت وبعدين *** (أي مارس معها الجنس)، شو بدي اعمل هي التي تريد أن تمارس الجنس".
ويضيف الشباب أيضا أن الشباب الأصغر عمرا هو الأكثر عرضة للتحرش: "أنا أري أن الشباب صغار السن اكثر عرضة للتحرش من قبل الإسرائيليات وامكانية ممارسة الجنس، وذلك لعدم الوعي وبتم استغلالهم بهذا الشي".
وحسب ما أفادت به نتائج الاستمارة فان:
• 77% من الأفراد المشاركين في المجموعات أفادوا بأنهم تعرضوا لمضايقات وتحرشات جنسية.
• 52% من الأفراد المشاركين في المجموعات أفادوا بأنهم تعرضوا لتحرشات ومضايقات جنسية.
سادساً: التعميم غير وارد
حسب المشاركين في الورش بأن أقلية من العمال لديها توجهات جنسية تتحول إلى سلوك، ولكن أغلبية العمال يبقى همهم الأساسي العودة بسلام وأمان إلى أسرهم، ونقتبس هنا هذا القول من إحدى الورش: "إحنا العرب إذا وحده تبسمت في وجه واحد بحكي انو بتحبو وبتموت فيه، بينما في إسرائيل هذه الأمور كثير عادية جدا، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال انه إذا بتروح على إسرائيل راح تشوف البنات بنادوا عليك انه بدهم يمارسوا الجنس معك، ومش كل الناس زي بعض، أحيانا في ناس بحبو يمارسوا الجنس مع اليهوديات، بينما كثير ما إلهم علاقات مع إسرائيليات، وبس بفكروا في شغلهم وكيف بدهم يرجعوا على أسرهم سالمين غانمين".
القسم الرابع: الوعي الجنسي لدى العمال عند الممارسات الجنسية (سبل الوقاية والأمراض الجنسية بشكل عام)
أفادت النتائج الكمية للمشاركين في المجموعات المركزة بأن غالبيتهم سمعوا عن الأمراض المنقولة جنسيا، كما أن الغالبية منهم سمعوا عن مرض الإيدز، واقر جميع المشاركين بمعرفتهم بانتقاله عبر الاتصال الجنسي، كما أفاد الأغلبية أن الأم تنقل المرض إلى الجنين أو الطفل سواء أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة.
• 89% من الأفراد المشاركين في المجموعات أفادوا إنهم سمعوا بالأمراض المنقولة جنسيا
• 96% من الأفراد المشاركين في المجموعات أفادوا سمعوا بمرض الإيدز
• جميع المشاركين الذين سمعوا عن مرض الإيدز يعلمون بأنه ينتقل عبر الاتصال الجنسي
• 77% من الأفراد المشاركين في المجموعات أفادوا بإمكانية أن ينتقل فيروس الإيدز من الأم إلى جنينها أثناء الحمل
• 57% من الأفراد المشاركين في المجموعات أفادوا بإمكانية أن ينتقل فيروس الإيدز من الأم إلى جنينها أثناء الولادة
• 52% من الأفراد المشاركين في المجموعات أفادوا بإمكانية أن ينتقل فيروس الإيدز من الأم إلى جنينها أثناء الرضاعة
• بينما أفاد نحو نصف المشاركين بالورش بمعرفتهم وعلمهم عن مكان لفحص الإيدز.
ولكن كيف انعكست توجهات المشاركين حول ذات القضايا أثناء النقاش بالورش المختلفة، نورد التحليلات التالية:
أولا: الوعي غائب
انتقالا إلى الوعي في استخدام وسائل الوقاية أثناء ممارسة الجنس، لا بد من توضيح نقطتين: النقطة الأولى، قد تتوفر المعرفة والمعلومة لدى العاملين عن وسائل الوقاية، ولكن هذه المعلومة لا تنعكس في الممارسة لديهم، فغالبية المشاركين في الورش يعرفون جيدا الوسيلة الرئيسية للعزل والحماية "الكوندوم"، ولكن...!
النقطة الثانية، أن الهدف الرئيسي عند بعض العاملين يكون بالدرجة الأولى ممارسة الجنس دون النظر إلى وسائل الوقاية والحماية.
وحول ضعف وسائل الحماية "والكيفية في تشكل "لا وعي" عند ممارسة الجنس يتحدث العمال بقولهم":
"أحيانا بتعمل مع أي وحدة وهنا بتكون وسائل الحماية ضعيفة، وتزداد إمكانية حدوث العلاقات الجنسية لأنه يعني سكرانة وبالتالي عملية ترويضها بتكون سهله كثير، وبتروح مع أي حدا لأنها ما بتميز العربي من اليهودي، وبعدين إحنا بسرعة بنستغل الوقت وبنمارس الجنس دون الاهتمام بوسائل الحماية لأنها فرصة ولازم تستغلها".
ويؤكد على ذات القول هذا الشاب: "والشباب عند ممارسة الجنس فش عندهم وعي للممارسات والوعي، الجنسي المهم الواحد يمارس، فرصة ولاحت".
أفاد 40% من المشتركين في الورش باعتقادهم بان العمال الذين يمارسون الجنس مع إسرائيليات في الغالب أو في بعض الأحيان يستخدمون وسائل للوقاية من مرض الإيدز.
ثانيا: الجنس هو الهدف المنشود
تعتبر الممارسة الجنسية بالأساس هي الهدف المنشود دون النظر إلى المخاطر، ويبرر البعض ذلك باتجاهين، بأن اليهود منفتحين وان الإسرائيليات من يصنعن الفرص لهم، وفي الاتجاه الآخر يحاول آخرين تفسير ذلك (ممارسة الجنس مع إسرائيليات) بأنه عمل "جهادي" وانتقامي من الإسرائيليين، وحول ذلك قالوا: "اليهود منفتحين، هو بدو يكون في غرفة ولا تخت؟ وين ما يصحلوا بيعمل جنس، في الشارع في اماكن مختفية وفي أي مكان مش مهم عندهم، المهم الواحد يمارس الجنس".
"أصلا هذول الإسرائيليات نصهن بيكونن بسكرن وبوخذون مخدرات، فش عندهن مشكلة وين يمارسن الجنس، وفي ناس بيعتبروا الجنس مع الإسرائيليات عمل جهادي".
وحول الأبعاد والمخاطر في إقامة علاقات جنسية مع إسرائيليات، تطرق العمال إلى الجانب الاقتصادي بقولهم: "قبل سنتين كان في شب يشتغل في إسرائيل، وكان "سكرجي" كان من سنتين ما بروّح على بلده، وكان يحكي انه ببعت لأهلة فلوس وعشان هيك ما بروّح، وبعد فترة اشتغلت مع ناس بعرفوه، حكولي انه هذا الشب كل المصاري إلي يجمعها في العمل في إسرائيل يصرفها على الدعارة والسكر والمخدرات.
ثالثا: الإقامة الطويلة سببا لغياب الوعي خاصة لأبناء الريف
يربط العمال غياب الوعي بالحاجة الجنسية، فالعمال يقيمون لفترات طويلة وهذا يخلق لديهم توجهات جنسية يكون نتاجها الرغبة الجامحة في ممارسة الجنس، تحدث هذا الشاب (في نهاية الورشة مع امتناعه عن الكلام أو المشاركة من بداية الورشة حتى نهايتها): "أقولك انوه وعي: ولك أي عامل بروح على إسرائيل وبقعد أكثر من شهر وبعاني هذه المعاناة في الذهاب والإياب غصب عنه بمارس الجنس وهذا إلي بعرفه ".
كما ربط بعض العمال الوعي جغرافيا وحسب أمكنة إقامة العمال، حيث يعتقد بعض المشاركين في الورش أن عمال القرى أقل وعيا ومعرفة بوسائل الوقاية مقارنة مع سكان المدن: "لا يوجد وعي لدى الشباب في ممارسة الجنس، وأنا شايف انه الناس بتختلف عن بعض، احنا في القرى ما عنا وعي بأساليب الوقاية أثناء ممارسة الجنس، لأنة ثقافتنا في هذا الموضوع ضعيفة، بينما أهل المدن بعرفوا في هذا الشيء وبستخدموا وسائل الوقاية."
القسم الخامس: المخاطر والأمراض الجنسية
أولا: المخاطر ترتبط بغياب الوعي
المسئولون يؤكدون أن الخطورة تكمن في غياب الوعي خاصة لدى الصغار
وحسب المسئولين المحليين هناك خطورة على الشباب وصغار السن، حيث يصف هذا الوضع رئيس بلدية بيتا بأن الشباب غير المتعلمين هم الأكثر انكشافا من غيرهم، وهؤلاء هم الأكثر عرضة للانزلاق بهذا النوع من المخاطر والأمراض الجنسية والمخدرات لغياب الوعي لديهم: "العمال الذين يذهبوا إلى إسرائيل هم نوعين، في منهم شباب بدون مؤهل دراسي والثاني كبار في السن "مثل احكايتنا،" وما في عليهم خوف ولكن الخوف على الشباب الصغار الذين لا يوجد لهم عمل محدد وبالتالي فهم يعملون في أي شيء ويتعرضون إلى اغرائات جنسية أو غير جنسية، في منهم بقلك بشتغل شغلة سريعة "ضربة ضربتين" وبروح معي مصاري، لكن هذا ما بصير، وبندفعوا على المخدرات والدعارة، حتى على المحسوم (الحاجز العسكري) المخابرات بقولوا إذا بدك تصريحك يظل ماشي؟ احنا بدنا منك شيء بسيط وهو انك تتعامل معنا وبعدين تتطور الأمور".
كما شاطره ذات القول بعض العمال بقولهم: "يعتبر الأفراد الذين يمرون في سن المراهقة أكثرهم عرضة للمرض، وذلك لانهم صغار السن ويمكن أن يقعوا في علاقات مع الإسرائيليات خصوصا إذا ما ارتبط هذا الموضوع بالجنس والمخدرات والإسقاط الأمني".
وربطوا أيضا بإفاداتهم الجنس مع المخدرات : "يوجد علاقة بين الجنس والمخدرات، لأنة الذي يمارس الجنس بكون سكران وشارب ومخذ حبة ومحشيش حتى ينبسط أثناء الجنس، لأنه دافع 250 شيقل بدوا يعوضها من البنت عشان يطول وهو بمارس الجنس".
وتحدث بعض الشباب عن وعيهم للكيفية التي ينقل من خلالها مرض الايدز، مع تأكيدهم على أن غالبية من الشباب ليس لديهم هذا الوعي، بقولهم: "مرض الإيدز ينتقل عبر الجنس، أصلا الشباب ما بعرفوا مثلا، إذا واحد مجروح بنتقل الايدز وعن طريق نقل الدم، فش وعي وأغلبهم شباب صغار مش مهتمين بالوعي".
وحول غياب الوعي لدى المشاركين في الورش فقد اعتبر البعض منهم أن المرض ينتقل عبر الشرب من نفس الكأس أو عبر القبلات أو العناق.
ثانيا: الوعي بالمخاطر الجنسية لم ينعكس عند الممارسة
وفيما يتعلق بممارسة الجنس وعلاقته بمرض الايدز، أوضح العمال أن بعض الشباب يعي مخاطر مرض الايدز، لذا يكون توجههم نحو بيوت الدعارة (المخون)، على اعتبار أنها مرخصة وتكون الحماية مضمونة لدى هذه البيوت، ولكن تبقى الخطورة -حسب تصريحاتهم أيضا- في الإسرائيليات (الروسيات حسب ما يتم وصفهن) المتجولات بين العاملين في الورش المختلفة، بحيث تكون أجورهن زهيدة في بيع الجنس، ولا يوجد رقابة، بل بالعكس تقوم السلطات الإسرائيلية بتسهيل مهمتهن في الوصول إلى الشباب في أماكن عملهم، وحول ذلك يقول العمال: " الشباب الذين يمارسون الجنس مع فتيات يوجد عندهم وعي ويعرفون مخاطر الإيدز، لكن وقت حدوث العلاقة لا يستخدم الشباب الفلسطيني أي شكل من أشكال الوقاية إلا فيما ندر، في 4 –10 اشخاص يذهبون لممارسة الجنس بالاستمرار مع فتيات إسرائيليات، بعد الشغل الواحد منهم بتحمم وبلبس أواعي جديدة وبزبط سوالفه وبصير مثل اليهود، وبعدين بروح على "المخون" وهناك بوخذوا بنت ولا ثنتين وبشوطوا عليهن طول الليل، وبعدين برّوحوا، وبتحكي مع الواحد ولما بتحكي معاه بطلع يفهم وشاطر وبعرف مخاطر المرض بس بقوله انه هذول البنات مرخصات ونظاف وما في عندهن مرض، الخطورة انه اليهود بعرفوا بالعلاقات بين العرب والبنات الإسرائيليات، وحتى أنا بشوف انهم هم الذين يبعثون تلك الفتيات إلى مراكز تجمع العرب مثل البنات الروسيات، اللواتي يمنعن من الممارسة في إسرائيل ولكن يسمح لهن بالممارسة مع الشباب العرب مقابل مبالغ زهيدة يقدمونها لهن".
ويدعم هذا التوجه أيضا حديث العمال في ورشة أخرى بقولهم: " في عمال في إسرائيل بدفعوا مصاري للبنات 50 شيقل بس، وبمارس الجنس مع وحدة عند شجرة في الليل، وهذا يعني عدم استخدام وسائل حماية وعدم التأكد من أن هذه الفتاة سليمة أو مصابة بالإيدز، في المقابل هناك فتيات يمارسن الجنس مقابل 500 شيقل ولكن تحمل شهادة أنها سليمة من الإيدز".
وتحدث العمال بأن الحرمان لدى العمال والشباب يقصي الوعي، فحينما تأتي الفرصة، يغيب الوعي: "أنا بحكيلك انه في وعي عندي بالمرض، بس في شيء مهم، انه في حرمان كمان، وهذا لا ينطبق مع بعض، وبالتالي المهم ممارسة الجنس دون الاهتمام بالمرض وعواقبه، بعدين إحنا اليوم كبار وصدق بنعرف كل شيء، إذا من فوق زهري معناته من تحت زهري، وينتقل الإيدز إلى الآخر عن طريق الجنس واللعاب والأكل والأسنان والإبر والمخدرات والدم، وهذا يقودنا إلى وجود علاقة بين الجنس والمخدرات والإسقاط الأمني، بس شو بدك تعمل؟ فيه حرمان والواحد بشوف هاللحم شو بده يعمل".
ويمكن تلمس الخطورة بالقصة التي أوردها هذا الشاب في إحدى الورش، حول غياب الوعي، واستنتاجا على ما أفاد به تعتبر العلاقة القائمة مع بعض الإسرائيليات هي علاقة جنسية حيوانية ليس لها أي أبعاد إنسانية، وتحكمها الفرصة والصدفة العابرة، وهذا ما يجعلها مصدرا للقلق والخوف: "أنا قدام عيني في شاب مارس الجنس مع وحده، والله العظيم بتخزي ومنظرها وجسمها بقرف والمني َلسَاته على وجهها وبثمها، بس خلص مارس الجنس والشباب برضه ما في عندهم وعي من مرة، ومش فارق معهم اي نتائج لهذا السلوك".
كما تحدث العمال في مختلف الورش أن لديهم معرفة حول الأمراض المنقولة جنسيا، فقد أجاب العمال أن الإيدز والسيلان والزهري تعتبر كلها أمراض جنسية، وينتقل الإيدز عبر اللعاب والممارسة المباشرة والدم وشفرات الحلاقة، وهناك علاقة بين الإيدز والمخدرات والإسقاط الأمني، كما تحدثوا حول الوسائل التي تستخدم في ممارسة الجنس فهي "الكوندوم" أي لديهم بشكل عام وعي في ممارسة الجنس ووسائل الحماية، ولكن تبقى المشكلة في الوقاية فالظروف أقوى والفرص قليلة ويتم الاستثمار في الفرص القليلة المتاحة، ولا يتم عندها مراعاة أساليب السلامة والوقاية، ولا يوجد تعبير أبلغ مما قاله هذا العامل حيث اقتبس مثلا عبريا عن واقع حالهم بالقول: "شوف كلنا بنعرف عن الإيدز، بس صدقني لما تصير الشغلة واقعة ما بسال عن مرض ولا غيره، وزي ما بقول المثل العبري "زاين عُميد، اين سيخل"، بمعنى اذا انتصب القضيب بيروح العقل".
وحول المخاطر والتحديات يتحدث د. حامد البيتاوي عضو المجلس التشريعي بقوله: "الي بروّح كل يوم على بيتة وبنام عند مرتة وابناؤه ما في عليه خوف، الخوف على الذي ينام في إسرائيل فترة طويلة، مرة شاب من عندنا قال لي انه تعرف على وحدة في الفندق الذي يعمل فيه ..الخ".
القسم السادس: دور المؤسسات ودورها في توعية العاملين في إسرائيل
هناك غياب لدور المؤسسات الفلسطينية سواء الحكومية أو غير الحكومية في توعية الشباب العاملين في إسرائيل حول مخاطر الأمراض الجنسية، واقر الشباب في الورش المختلفة بحاجتهم إلى ورش توعية وندوات ترتبط بمخاطر الأمراض الجنسية خاصة الايدز.
وحول ذلك تحدث العمال في إحدى الورش قائلين: "المؤسسات دورها غايب، لا يوجد دور لا لنقابات العمال ولا لوزارة العمل او أي مؤسسة حكومية او غير حكومية، فش اهتمام بالعمال الي بشتغلوا باسرائيل، كل المؤسسات غايبة من زمان ومن عشرين سنة ولا عمري اسمعت حدا بيسال عن حقوق العمال أو توعيتهم".
وأكد على قولهم هذا زملاء آخرين لهم، مؤكدين أنهم شاهدوا بوسترات قبل سنوات حول موضوع الايدز، ولكن لم يكن هناك أي نشاط للمتابعة. "ما في مؤسسات تهتم في هذا المشروع قبل 8 سنوات أعطونا بوسترات ومنشورات بتحكي عن الإيدز. بس بعدها ما في حدا راجعنا في هذا الموضوع".
ودعم حديثهم هذا أحد الفاعلين في النقابات العمالية في محافظة قلقيلية بقوله: "لا يوجد اهتمام من قبل المؤسسات حول هذا الموضوع وإنما يوجد تقصير واضح من المؤسسات بشكل عام في موضوع العمال، والإيدز بشكل خاص، والتقصير يشمل النقابة أيضا بالرغم من محاولاتها العمل لصالح العمال".
وأكد المشاركون في إحدى الورش على أهمية دراسة الموضوع وضرورة رفد العاملين بالتوعية المناسبة بذلك، خاصة الوقاية من مرض الايدز والأمراض الجنسية الأخرى.
"نؤكد على أهمية الدراسة، ويجب دعم مثل هذه الندوات والعمل دائما على إقامتها وتعزيز إمكانية الوقاية من مرض الايدز والأمراض الجنسية الثانية".
واعتبر العديد من المشاركين في الورش المختلفة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث معهم حول مرض الايدز ومخاطره، وأكدوا على ضرورة ربطه بمناهج الدراسة.
"بالنسبة إلى التوعية فهذه الندوة أول ندوة تعقد حول هذا الموضوع في بديا مع العمال، حيث انه لم يتم قبل هذا المرة تداول هذا الموضوع لا من قبل وزارة الصحة أو السلطة ولا مؤسسات المجتمع المدني".
وشاطرهم القول نفسه زملاء في ورشة أخرى، مؤكدين أيضا على الحاجة الماسة لطرح مثل هذه المواضيع وتعزيز فكرة الثقافة والتوعية الجنسية، مستوحين ذلك من تجربة لزميل لهم في ليلة زفافه، بقولهم: "لم تُقم أي مؤسسة قبل هذه المرة دورة حول هذا الموضوع، فهذه اول مرة تقام ورشة عمل عن هذا الموضوع في قرية بيتا، ولم نسمع قبل ذلك عن أي نشاط حول هذا الموضوع او دور لاي مؤسسة قبل هذا الوقت، ونحن بحاجة الى تعزيز فكرة الثقافة الجنسية، في صاحب الي ليلة دخلته على مرته، اتصل على صاحب تاني الساعة 2 صباحا بسال شو اعمل".
القسم السابع: استنتاجات وتوصيات عامة
أولا: الاستنتاجات والتوصيات الرئيسية
حاولت هذه الدراسة تشخيص واقع وظروف وسلوك العمال الفلسطينيين العاملين في إسرائيل، من خلال منهجية تشاركية بلقاء العاملين في إسرائيل والخبراء المحليين، كما هدفت الدراسة إلى الوقوف على مختلف العوامل والظروف والتحديات التي يواجهها العمال في إسرائيل، كالظروف داخل سوق العمل والكيفية التي يصلون بها هذا السوق، كما قامت الدراسة أيضا بتحليل القضايا المرتبطة بسلوكهم العام وسلوكهم الجنسي في إسرائيل من خلال التعمق في تجاربهم الشخصية أو تجارب زملائهم وصولا إلى صياغة توصيات لذوي العلاقة على لسان العمال. وساهمت الدراسة بصورة ضمنية في رسم صورة لسلوك هؤلاء العمال في سوق العمل وعلاقته بالأمراض الجنسية وخاصة الإيدز.
وعليه لابد من توضيح الاستنتاجات والتوصيات التالية:
1. من المهم التوضيح بداية قبل الغوص في الاستنتاجات، أننا نحاول دق ناقوس الخطر، مع أهمية التنويه عند قراءة النتائج والاستنتاجات أننا حرصنا على توضيح الصورة كما هي، ولم يكن هدفنا المبالغة في نقل الصورة، فالصورة واضحة المعالم من خلال القضايا والمؤشرات التي تم نقاشها، وكما قال الخبراء وخاصة في وزارة الصحة الفلسطينية فالوقاية هي أفضل الوسائل للحماية، وعليه نحاول تقديم الاستنتاجات اللاحقة.
2. تكمن المشكلة الأولى في غياب أي معلومات كافية يتم من خلالها تتبع ظروف وواقع هؤلاء العمال، كما لازم هذا غياب الإطار القانوني الحامي سواء في الدولة المحتلة على اعتبار وجودهم في إسرائيل، أو من خلال وجود إطار حقوقي للعامل في الجانب الفلسطيني يحمي هؤلاء العمال ويكون قادرا على متابعتهم، وعليه فالوجود اللاقانوني للفلسطيني - إن جاز التعبير- في إسرائيل يجعل منهم فريسة سهلة سواء للمخدرات أو للاستغلال الجنسي.
3. كما جعل هذا الواقع المعاش هؤلاء العمال أكثر عرضة للانتهاك من قبل الإسرائيليين وتجار العمل، سواء كان ذلك من خلال النصب أو حرمان العامل من أتعابه ومستحقاته أو التعرض للعنف والخطر الذي يصل إلى حد الموت في أحيان معينة. كما أن هذا العامل أكثر عرضة لمختلف الانتهاكات في ظل غياب التأمين الصحي أو التأمين على عمله وإقامته في مكان العمل.
4. تدل البيانات المختلفة والمؤشرات التي تم الاستدلال بها من الورش والمقابلات أن غالبية العاملين في إسرائيل هم من الشباب، ومن الشباب غير المتعلم، وعلى اعتبار أن المؤشرات الرئيسية في الدراسة أشارت أن فئة الشباب غير المتعلمين من الفئات الأكثر انكشافا وعرضة لمخاطر الأمراض الجنسية وخاصة الايدز، يبقى هذا مؤشرا هاما، بحاجة للوقوف مليا أمامه، فالطريق وحسب المشاركين تبدأ بالمخدرات وتنتهي بالجنس، وأن هؤلاء الشباب هم الأكثر مكوثا داخل إسرائيل ولفترات تمتد لأشهر.
5. كما تكمن الخطورة أيضا في غياب الوعي لدى هؤلاء الشباب في أساليب الوقاية من الإيدز حيث أن ممارسة الجنس بالنسبة لهم علاقة عابرة يحاولون من خلالها تفريغ طاقاتهم الجنسية في حدود علاقة عابرة لا إنسانية، وضمن ذلك فهذه الممارسة تغيب عنها الوقاية والحماية، وتخضع لنظام اغتنام الفرصة.
6. على اعتبارنا مجتمعا محافظا ولا يقبل طرح المواضيع الجنسية في المؤسسات المختلفة من الأسرة إلى المدرسة إلى المجتمع، أرهق طرح هذا الموضوع الشباب والعمال عند الحديث حوله، وان الكبت المجتمعي وغياب الوعي الجنسي كما أسلفنا شكل حالة لا إنسانية في الممارسة بين البعض من العمال مهما كان الثمن، فالخروج من المجتمع المحافظ "القامع أبويا وجنسيا" إلى مجتمع منفتح، وضع العمال خاصة الشباب، في وضع صعب، يسهل معه "غياب العقل وانتفاخ الرغبة" التي باتت تحكم السلوك.
7. كما أن الإقامة في الداخل يعني التقليد والتطبع مع الإسرائيليين وبالتالي يصبح العمال الفلسطينيين ممارسين متشبهين بالآخر ويكتسبون سماتهم كارتياد الملاهي الليلية، ومفهوم الصديقة التي يمارس معها الجنس في إسرائيل، وهذا انعكس سلبا أيضا على الحياة الجنسية مع الزوجات (للمتزوجين) على اعتبار أنها لا تملك الخبرة والإغراء.
8. كما ساهم هذا الواقع الصعب للعمال، في غياب الرقابة و/أو الفحص للأمراض الجنسية خاصة الايدز، وعليه أكد أغلبية المشاركين على ضرورة وجود فحص باستمرار لهؤلاء العمال منعا من رفع عدد الضحايا (الإصابات) وخاصة الزوجات والأبناء. واقترنت توصية العمال باستعداديه غالبيهم (81%) منهم أفادوا بأنه لو عرض عليهم إجراء فحص للإيدز لقبلوا بذلك.
9. وفي النهاية يشكل وجود العمال في إسرائيل بيئة مناسبة وحيوية لممارسة الجنس دون رقابة، نتيجة ظروف العمل الموضحة سابقا، يرافقها غياب الوعي لدى الغالبية بخطورة ممارسة الجنس دون رقابة أو حماية.
10. وهذا يؤكد أهمية المشروع للتعمق بشكل أكبر في القضايا ذات العلاقة خاصة ضمن خصوصيات بعض المناطق المحاذية للحدود مع إسرائيل باعتبارها أكثر المناطق احتكاكا ومكانا مناسبا للتواصل.
11. وبرز أيضا غياب الوعي وغياب الاهتمام لدى المجتمع المحلي بهذه القضايا، حيث ينظر إلى الموضوع باستغراب بداية ثم باهتمام بالغ عند التعمق في النقاش، وهذا يدلل على ضرورة شمولية التوعية للمجتمع المحلي ومؤسساته المختلفة.
12. أهمية عقد لقاءات مع زوجات العاملين في إسرائيل، لما يضيف هذا اللقاء من رؤية أوسع لمفاهيم النساء للأمراض الجنسية والوعي لديهن، على اعتبار أن انكشاف أزواجهن للأمراض الجنسية يشكل منهن فئة منكشفة أيضا.
ثانيا: توصيات المشاركين في البحث
فيما يتعلق بالفاعلين الميدانيين من المجتمع المحلي والأهلي، فأكدوا على أهمية الموضوع، ولكن – للأسف- لم يندرج هذا الموضوع على أجنده عمل المؤسسات، ولكنه موضوع مهم لارتباطه بقضايا صحية تهم الأسرة والمجتمع بشكل رئيسي. وهنا نود طرح بعض التوصيات كما وردت من أصحابها (الفاعلون المجتمعون):
1. ضرورة وجود مؤسسات فلسطينية تهتم ومختصة في هذا المجال لما لذلك من أهمية على الحياة الفلسطينية .
2. أن تبدأ الأسرة الفلسطينية بممارسة هذا الدور من خلال التربية على اعتبارها حجر الأساس الأول في البناء المجتمعي .
3. أن تضع النقابات العمالية ووزارة العمل هذا الموضوع ضمن أجندتها وتعمل على إقامة ورشات عمل وندوات حول هذا الموضوع .
4. إعداد النشرات المختصة في هذا المجال من اجل تعزيز التوعية الجنسية والتعريف بالأمراض المنقولة جنسيا .
5. أن يتم الاستفادة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين في الحديث عن هذه المواضيع خلال الدروس الدينية وخطب الجمعة .
أما توصيات العمال في إسرائيل فركزت على الجوانب التالية كما طرحوها:
1. أن يتم وضع بوسترات تحذر من مخاطر هذا المرض، وضرورة أن يتم دمج مثل هذا الموضوع مع المناهج الدراسية في مراحل علمية متقدمة سواء الثانوية أو الجامعية.
2. فرض فحص الايدز قبل الزواج زيه زي الثلاسيميا لان هذا المرض أهم وبينتقل وبيكون اخطر على أفراد الأسرة.
3. يكون فيه توعية من المدارس للطلاب من الصغر.
4. يكون دور واهتمام اكبر من المؤسسات بالعمال.
5. دايما يكون فيه دورات للعمال الي يناموا في إسرائيل ومتابعة، خاصة العمال إلي بيظلوا لفترات طويلة في إسرائيل لأنه فيه جهل عند هذول العمال.
6. البحث عن أعمال بديلة للعمال بدل العمل في إسرائيل.
7. توعية بالأمراض المختلفة وطرق الوقاية.
8. أهمية الثقافة الجنسية لان هذه الثقافة بعيدا عن الخجل مهمة كثير.
9. هناك قسم كبير من العمال تحت عمر 18 سنة وهؤلاء أكثر عرضة للسير نحو سلوك خطر في إسرائيل وأكثر قابلية للوقوع في الإغراءات الجنسية وغير الجنسية، ومن الممكن أن تكون النتيجة الإسقاط الأمني لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وعليه يجب التوعية وخاصة في المناطق المحاذية للجدار، وبالتالي يجب أن يتم الاهتمام بهذا الموضوع من قبل الجميع ولا سيما من قبل السلطة والمؤسسات الخاصة والمجتمع المدني والمجتمع المحلي للحيلولة دون انتشار الايدز لأنه وباء يهلك الدولة والمجتمع والأسرة.
10. من الأهمية بمكان أيضا إجراء فحص شامل لكافة العاملين والعاملات في إسرائيل لما لهذا الفحص في عملية الوقاية .
ملحق رقم (1): شهادات من الواقع
أولا: شهادات حول العلاقات الجنسية مع إسرائيليات
قصص آخرين عن علاقات جنسية مع إسرائيليات:
1. بعرف شاب كان عمرة 23 سنة كان مزبط بنت يهودية كانت تيجي معاه على المطعم ويجيب عشاء، ويظل نايم معها حتى الصبح وهو شغال عليها.
2. المعلم تاعي عربي من بلدنا، كان يروح يلعب على أمها ويودي البنت علية مشان ينفتحله المجال.
3. أنا كنت اشتغل في "رمات غان" ويوم العطلة كنت اروح على مرقص اشتغل فيه في ظروف صعبة جدا، ولما اطلع من المرقص صدق كنت أشوف اكثر من 50 عربي بدوروا على بنات مشان الجنس.
4. في ساحات واسعة في بنات يهود برحن كل ثلاث مع بعض، وبولعن نار، وهذا المكان بروح عليه العرب مشان يزبطوا هذول البنات، وبعدين بتفق الواحد مع البنت وبروحو يعملوا شو بدهم مع بعض، هذا المكان بروح عليه بس العرب وفيه مخدرات بيكون.
5. واحد من جنين "كبير شوي في العمر" اخذ حبتين ومات على صدرها وما تحمل.
6. انا بعرف واحد بجيالي عمره 23 سنة بحكيلي انه كل يومين ثلاث بنام مع وحدة.
7. في شب من جنين بعرفه عمرة 25 سنة له علاقة مع فتاة إسرائيلية منذ زمن، وكل فترة بروح بمارس معها الجنس بين الزيتون.
قصص شخصية:
1. كنت بشتغل في سوق "محنيه يهودا" ، وفي هناك مدرسة للبنات الإسرائيليات، وكنن البنات يعزمن علينا، اروح عندهن على البيت لانة احنا العرب بشفونا حلوين خاصة الروسيات، وفي إحدى المرات روحت معها على البيت بعدها بشوي جردتها" بمعنى مارست الجنس معها " وكانت الرغبة في الانتقام اكثر منها جنس.
2. "أنا بيني وبينها علاقة من 10 سنين"، مرة جبتها على البلد وأعملتها حفلة شوي مش رمضان هاذ إلي قبله".
3. "وأنا اشتغل في السبع كان في يهودية دايما تيجي علي على الورشة وتنادي علي، ودائما الإسرائيليات يحاولن يتقربن من العرب، لكن المشكلة انه لازم تختار بين الجنس والفتاة، وبين الشغل وطبعا في شباب بتقربوا من الإسرائيليات وهذول الفتيات بنبسطوا في العلاقات مع العرب لأنه العرب بدفعوا عنهن كل شيئ، وطبعا في ناس بتباهوا في العلاقات مع الإسرائيليات.
ثانيا: شهادات حول إصابات بالايدز
قصص عن إصابات بين الفلسطينيين بالايدز
1. في عمال في إسرائيل أصلهم عرب مصيوبين بالإيدز بعرف واحد من جبل المكبر كان يشتغل في محل بيع ملابس في مكان دائما في بنات فكان يمارس الجنس باستمرار واليوم بتعالج في بيت لحم لأنة البنت الأخيرة التي مارس الجنس معها طلعت مصيوبة بالمرض.
2. بعرف واحد كان يشتغل معي وقبل سنة توفي بالإيدز عمرة 48 سنة واشتغل معي 8 سنوات.
3. اسمعت عن شباب من هان من بلد اسمها "؟؟؟" فيها شباب بمارسوا الجنس حتى اسمعت انو معهم ايدز مرة 8 شباب من هذه البلد راحوا وناموا مع بنت من حيفا ومارسو الجنس معها.
4. قبل فترة في عميل من بلدنا هرب زمان على إسرائيل قبل فترة وإذا بهم اليهود جايبينه ميت، في ناس قالوا انة معاه ايدز.
5. بس في ناس بروحوا على المخون مشان يمارسوا الجنس مع إسرائيليات، وفي ناس ماتوا وقالوا انهم مصيوبين بالإيدز بس ما في إثبات على هذا الكلام وبتالي يمكن أن يكون كذب أو مجرد إشاعات.
6. في قصة مشهورة انو في وحدة اجت على نابلس ومارست الجنس مع شفير تكسي طلعت معاه طلب وبعدين راحوا على منطقة طرفية وهناك مارس الجنس مع الراكبة بعد ما خلصت أعطته مغلف مكتوب فيه "أهلا بك في عالم الإيدز".
كما أورد د. حامد البيتاوي عضو المجلس التشريعي بحكم عمله في المحاكم الشرعية قصه امرأة أصيب زوجها بمرض الايدز بقوله:
لا شك أن هناك أضرار ومخاطر على العمال والشعب بأسره، من طبيعة العمل في مناطق 1948 أولها مخاطر لا أخلاقية حيث أنني بحكم عملي، اعرف أن زوجة رفعت دعوى على زوجها حيث كان يعمل قصير هنا " الضفة " وبعدين اشتغل في إسرائيل وكان دائما يحكي عن الإسرائيليات أنهن أحلى وبعد فترة مرض هذا العامل وعندما أخذته زوجته عند الطبيب وقاموا بالتحاليل تفاجأت الزوجة انه مصاب بالإيدز.
Tuesday, October 16, 2012
Subscribe to:
Posts (Atom)